الخميس، 4 يونيو 2015

لغة اليدين الأعذب




تمتد الأكف لتصفح عن أعذب أحاديث المودة .. وتتلامس الأنامل ..وتتعانق بشوق شديد وحب عميق .. ويتم اتصال جميل لذيذ بين القلوب ..وتنشرح على أثر ذلك الصدور .. وتنفرج الثغور ..وتبتسم الأعين .. وتترنم الأرواح بأعذب ترانيم الحب .. وتنسج الأفئدة أروع حكايات الوئام ..
كل هذا يحدث عندما تمد يدك إلى أخيك المسلم مصافحاً .. حركات بسيطة ومرنة .. تتم في غضون ثواني .. لا تكلف الكثير من الجهد والوقت .. ولكنها تلهب المشاعر وتثير العواطف الأخوية ..وتوثق العلاقات وتقوي الروابط ..
ولا عجب في ذلك لأن من حثنا على هذه الصفة السامية هو أكرم رجل في العالمين الذي أمتدحه الله تعالى بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم )ولم يحثنا عليها وكفى بل إنه عليه الصلاة والسلام قد شجعنا على فعلها عندما ذكر لنا المكافئات والجوائز التي ستكون من نصيب المتصافحان عندما قال عليه الصلاة والسلام (إن المؤمن إذا لقي أخاه المسلم فسلم عليه وأخذ بيده وصافحه تناثرت خطاياه كما تتناثر ورق الشجر ) 
عندما تتأملوا هذا الحديث فاستدركوا عظم الوصية وروعة البشارة..فإذا كان هذا ثوابها فيا ترى ما هو مردودها الإجابي على النفوس ؟؟ فلقد عدها علماء النفس من أهم وسائل التواصل الجسماني حيث أثبتت الدراسات أن المصافحة القوية الرائعة تضفي جواباً إيجابياً يمنحك فرصة لإثبات وجودك دون استخدام الكلمات ..
ويقول الحسن البصري رحمة الله (المصافحة تزيد في المودة وكلما غمزت به صاحبك أشد تحاتت الذنوب ) أجل هكذا تفعل المصافحة أضف إلى ذلك أثرها الذي ستتركه في النفوس .. وشذاها الذي تنشره في القلوب..
فبادر أخي بالمصافحة من الغد وأنتي أختي صافحوا كل من ترون ولا تحتقرون من شأن أحد وتذكروا أن الأجر والمثوبة ستنالها بغض النظر عن جنس من تصافح .. ولا تنسوا مصافحة الصغار لإنها تفعل فعلها في قوة التأثير عليهم وتجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم كما أثبتت الدراسات .. وبلا شك فأن ثقة الطفل بنفسه يكون لها مردود إيجابي على الطفل ..
نعم أحبيتي أنها المصافحة التي تترك بصماتها على نفوس الكبار وتملك قلوب الصغار ..صدقوني حين تصافحون بوجه بشوش وابتسامة مضيئة ..فستجنون ثمار المصافحة بعد عدة أيام .. وستتحسن كثيراً صلتكم بمن حولكم ..ويكفيكم من هذا كله بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم التي زفها إلينا قبل أربعة عشر قرناً من الزمان حين قال ( ما من مسلمان يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ) ويكفيكم شرفاً وفخراً أن يعلق عليكم وسام المغفرة حتى تفترق أيدكما ..

طوق من الياسمين لكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق